خليل سعدي: تقييم السياسات العمومية بين التشريع والممارسة البرلمانية على ضوء دستور 2011

القضاء يأمر بنقل تلميذ من الخاص إلى العمومي دون “شهادة مغادرة”

ذكــــــاء مــــحـــــام…

22 سبتمبر 2020 - 1:57 م في الواجهة , متفرقات قانونية
  • حجم الخط A+A-
دكـتور في الحـقـوق

جزء كبير لا يستهان به من النزاعات الخطيرة على مستوى العلاقات الدولية والاجتماعية والمهنية والعائلية يرجع سببه إلى عدم الرغبة في الحوار المباشر والشفاف، أو بسبب سوء الفهم أو سوء التفاهم لمّا لا يتحدث الطرفان باللغة نفسها، ولا يستعملان المصطلحات نفسها؛ الطرف الأول يشرق والثاني يغرب، أو الأول يطرح سؤالا بالإنجليزية ويجيبه الثاني بالصينية أو بالروسية وليس بينهما مترجم، فكيف سيحصل التفاهم بينهما؟..

كثيرا ما نلح على الحق في المعلومة كحق إنساني أو دستوري لا جدال فيه، ولكن قد لا يقع التركيز بنفس الأهمية على الطريقة أو الوسيلة أو البيداغوجيا التي سنوصل بها هذه المعلومة، إذا لم تتم بـ((اللغة)) ذاتها أو بـ((المستوى المعرفي والثقافي)) ذاته لدى الطرفين، والدليل على ذلك وقائع القصة التالية التي قد يصادفها أكثر من محام في حياته المهنية.

دخل الزبون، وهو صاحب مخبزة، مكتب محاميه والغضب يكاد ينفلت من عينين أعياهما الصبر والانتظار، فجرى بينه وبين المحامي الذي يثق فيه نظرا لكفاءته وسمعته الحوار التالي:

الزبون:

خسرنا القضية يا أستاذ.. كيف؟.

المحامي:

هذا وارد، الحكم إما أن يكون لك أو عليك.

الزبون:

ولـكنك أستـاذ لما اطلعـت عـلى حججـي أعطيتـني ضـمانات كسب الـقضية بنسبـة % 100؟.

المحامي:

هذا خطأ مني، كان علي أن أضمنها بنسبة % 99 و1 % تمثل نسبة الخسارة لأسباب خارجة عن الإرادة أو مفاجئة أو غير متوقعة.

الزبون:

لم أفهم، هل يمكنك أن تشرح أكثر.

المحامي:

الأمر بسيط، لأن مسؤوليتي المهنية هي مسؤولية عقدية، والعقد بيننا ينص على التزام وسيلة وليس التزام تحقيق غاية محددة، أي كسب القضية، لأنه لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى.

الزبون:

أرجوك يا أستاذ فهمني الموضوع بأسلوب أكثر بساطة، فحتى الشهادة الابتدائية لم أحصل عليها…تحدث معي باللغة التي أفهمها.

مقال قد يهمك :   الحماية القانونية للحقوق الفردية للأجير عن بعد

المحامي:

صحيح، هذا من حقك…اسمعني جيدا، أنا دوري في هذه الدعوى عجن مواد الدقيق والخميرة والماء التي يحضرها لي من يساعدني، وأصنع منها الخبز وأذهب به إلى الفرن … أنا دوري “توصيل الخبز للفرن”، وقد يخرج في حالة جيدة أو “محروقا”، وأنا لست مسؤولا عن ذلك؛ هذا هو معنى الالتزام بوسيلة وببذل الجهد، وليس الالتزام بتحقيق الغاية أو النجاح في المهمة.

الزبون:

شكرا، الآن فهمت جيدا الموضوع، سأذهب إلى صاحب الفرن لمعرفة لماذا “احترق” خبزي؟.

الحوار الشفاف، والتحدث بلغة مفهومة، واتباع منهجية مبسطة في العمل، وسائل يمكن أن تكون مفتاح العديد من الخلافات بشتى صورها، ونقطع بها نصف الطريق نحو الحل، نحو النجاح.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

error: يمنع نسخ محتوى الموقع شكرا :)