المفكرة : كيف خطرت لكم فكرة تأسيس صفحة ترفيهية للقضاة؟

المنجري : لاحظت عند انضمامي إلى نادي قضاة المغرب، أن ما كان ينقص القضاة هو التواصل خارج الإطار المهني. فكلما التقى القضاة، ناقشوا أمور الشأن القانوني والقضائي حتى خارج المحاكم، بل وحتى في مواقع التواصل الاجتماعي، كنت بين الفينة والأخرى أقوم بنشر بعض القصاصات الفكاهية أو النكت أو المستملحات عبر صفحة النادي بموقع التواصل الاجتماعي واكتشفت بالصدفة التجاوب الكبير للقضاة معها، خاصة في أصعب المحطات التي عرفها الحراك القضائي، وهو ما جعلني أسعى إلى نشر البسمة بين القضاة، من خلال تطوير الفكرة وإحداث صفحة ترفيهية لهم عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك. وهي صفحة: amigos de Rachid – magistrados y familiares –  أصدقاء رشيد – قضاة و أفراد أسرهم.

المفكرة: ما هي أهداف الصفحة؟

المنجري : كان هذا السؤال من بين الأسئلة التي طرحت علي في أول يوم قمت فيه بدعوة عدد من الأصدقاء القضاة للإنضمام إلى صفحتي الجديدة. فأجبتهم أن الهدف هو ما سيكتشفونه بأنفسهم باستمرار اطلاعهم على نوع النشرات المطروحة بالمجموعة. وفعلا، لاحظ الجميع أن المجموعة لا تتطرق للمواضيع المهنية للقضاة ولا للنشاط الجمعوي بشكل صرف، وإنما تسعى إلى خلق جو من الترفيه، انطلاقا من فكرة مفادها أن للقضاة الحق في الترفيه، وفي الدعابة أيضا. وسرعان ما اتسعت رقعة الأعضاء الذين أعجبوا بالمجموعة والتي ضمت قضاة من مختلف الدرجات، ومن شتى الجمعيات المهنية القضائية، واتفقت تعليقاتهم حول نجاح دورها في لم شمل القضاة على البسمة الهادفة والمحترمة وإخراجهم من روتين العمل اليومي لينتقلوا إلى فضاء المرح والفكاهة.

مقال قد يهمك :   مجلس أوربا يثمن مجهودات رئاسة النيابة العامة ويمنح المغرب العضوية بالمجلس الاستشاري للوكلاء الأوربيين

المفكرة: هل واجهتكم بعض الصعوبات خلال مدة إشرافكم على الصفحة؟

المنجري : في البداية توجس بعض القضاة من المبادرة، بناء على خلفيات الاستعمال المفرط لواجب التحفظ، على اعتبار أن هذا الواجب يلزمهم -حسب اعتقادهم- بالوقار حتى خارج فضاء العمل. ولكن مع مرور الوقت تحولت المجموعة إلى واقع، وتزايد عدد المتفاعلين معها، وتطورت أرقام وطبيعة المنشورات. وقد احتفلنا قبل أيام بمرور أربع سنوات على إحداث هذه المجموعة.

المفكرة: إلى جانب أنكم رئيس للمكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب للدائرة الاستئنافية للرباط ومحكمة النقض، وإشرافكم على صفحة  AMIGOS ساهمتم في التأسيس لدوري رمضاني للقضاة، كيف خطرت ببالكم هذه الفكرة، وما هي أهدافها ؟

المنجري : الفكرة كانت وليدة اقتراح عدد من القضاة بمناسبة الولاية السابقة للمكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب بالرباط حيث ساهموا إلى جانب عدد من الملحقين القضائيين في وضع تصور لدوري رمضاني للقضاة. وفعلا، تم إخراج المشروع في سنة 2013 بتنظيم أول دوري رمضاني لكرة القدم المصغرة بالملاعب المعشوشبة بالرباط والتي عرفت مشاركة 80 قاضيا ممارسا وملحقا قضائيا على مدى أكثر من أسبوعين.

ونظرا للنجاح الذي عرفته الدورة الأولى، قرر المكتب في ولايته الحالية الاستمرار في التجربة وتطويرها وجعلها مناسبة سنوية يجتمع خلالها القضاة على جو صحي رياضي بامتياز تختلط  فيه الرياضة بالمتعة والبسمة، وينتهي اللقاء بتنظيم الإفطار السنوي كمناسبة للم الشمل والتواصل. وقد وصلنا هذه السنة إلى النسخة الخامسة من الدوري الذي أصبح يحظى بتغطية إعلامية واسعة.

المفكرة: يعكف نادي قضاة المغرب على إعداد تصوره لمشروع مدونة سلوك للقضاة، ويطرح هذا الموضوع علاقة وطيدة بتمثلات القضاة أنفسهم للمعايير التي ينبغي أن يكون عليها سلوكهم بالنظر إلى انتظارات باقي الفاعلين في منظومة العدالة، وما ينتظره المجتمع، هل تظنون أن نظرة المجتمع للقضاة اختلفت بعد تأسيس نادي قضاة المغرب؟

مقال قد يهمك :   رئيس النيابة العامة للمسؤولين القضائيين : يتعين عليكم كسب ثقة المتقاضين والمساهمة في إرجاع الثقة إلى نظام العدالة

المنجري : بالتأكيد، نجح نادي قضاة المغرب في تغيير النظرة النمطية وتكسير حاجز الصمت المفروض على القضاة تحت ذريعة واجب التحفظ، وإعادة بناء صورة جديدة للقاضي كانسان مجتهد يقوم بعمله ومن حقه أن يشارك في النقاش العمومي، وأن يمارس حياته الخاصة وحقوقه الطبيعية والدستورية.. فالقاضي إنسان. وينبغي لمدونة السلوك التي يجري حاليا الإعداد لها أن تأخذ بعين الاعتبار هذه المستجدات التي تشهدها الساحة القضائية.