مغرب القانون/وجدة

سيصدر قريبا للدكتور غروس فوزي رواية “طــريق العــافية” التي تحكي قصة أشخاص تتقاذفهم أمواج القدر لتلقي بهم إلى طريق العافية بحثا عن ضالتهم. شخصيات كثيرة تشكل أحداث هذه الرواية من قبيل ماري، ميخاييل و زفيتلانا و ميمون و سعيد وغيرهم.. والرواية تقارب في جوهرها فلسفة أخلاقية مفادها أنه اذا كانت كل الطرق تؤدي إلى روما فما حال الطرق التي تؤدي لله سبحانه و تنشر العافية؟.

   وحري بالتنويه أن المؤلف يزاوج بين الأدب والقانون فهو حاصل على دكتوراه في قوانين الماء بجامعة باريس ١٣ و على ماستر في تاريخ القانون بجامعة بربنيان و ماستر في تسيير الأنشطة البحرية. حيث سبق أن تابع دراسته بجامعة محمد الأول قبل أن يتوجه إلى جامعة مونبلييه و ليون.

وقد درس القانون بفرنسا قبل أن يلتحق بجامعة سيدي محمد بن عبد الله و جامعة محمد الأول بوجدة، كما أن المؤلف في نفس الوقت رئيس الرابطة المغربية لتاريخ القانون و رئيس تحرير المجلة المغربية لتاريخ القانون و عضو أكاديمية الماء الفرنسية.

ولا شك أن إقدام رجل القانون على خوض مغامرة الكتابة الروائية يعيد للنقاش العلاقة التفاعلية بين الأدب والقانون، فالأدب عمود الإنسانيّات ولغة الجماعة الّتي لازمت تطوّرها، والقانون الجيّد قادر على فهم عجلة المجتمع وإطار دورانه. وقد نشأت بين القطبين، شأنهما شأن جميع الإنسانيّات، علاقة تبادليّة قد تبدو بديهيّة للقارئ للوهلة الأولى.

ففي هذه العلاقة التبادليّة قد تتحوّل وقائع محاكمة فعليّة إلى قصص وروايات أو إلى أعمال سينمائيّة، كمحاكمة ليزي بوردن أو كمحاكمة أوسكار وايد إذ يتكثّف الحدث القانونيّ ويُتَرْجَم إلى حدث دراميّ بإحداثيّات المكان والزمان والملابسات، وتظهر فيه هيئة المحلّفين مادّةً للهواجس، وأطراف القضيّة شخصيّاتٍ مشحونةً عاطفيًّا بالشكّ والحيرة والندم لهذا عادة ما تتسم مثل هذه الكتابات بالجدة والتميز.